أعلن رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى يوم 26 أفريل 2022 أن عملة البتكوين أصبحت عملة قانونية في دولته، واعتبر أن تقنين البتكوين وتنظيمه في دولته من شأنه أن يساهم في جلب فرص وأفاق جديدة للدولة، لأن العملات الرقمية وتقنية البلوكشاين من اهم المستجدات التكنولوجية التي يجب الإلتفاف حولها وتبنيها من أجل غد أفضل على حسب قوله، وبهكذا قرار تاريخي تصبح بذلك جمهورية إفريقيا الوسطى أول دولة إفريقية تتبنى البتكوين بشكل رسمي على أراضيها، وكذلك هي ثاني دولة- بعد دولة السلفادور- على مستوى العالم التي تتبنى البتكوين كعملة قانونية ورسمية داخل البلاد.
تعتبر جمهورية إفريقيا الوسطى من أكثر الدول فقرا على المستوى العالمي، إذ يعيش أكثر من 71% من السكان تحت خطر الفقر، بالإضافة إلى معاناتها من عدم الإستقرار السياسي لسنوات طويلة، ولكن بالرغم من كل ذلك فإن الرئيس الحالي البروفيسور فوستين أرشانج تواديرا يحاول من خلال تبنيه لعملة البتكوين وتقنية البلوكشاين إلى تغيير صورة دولته على المستوى المحلي والعالمي وجلب الأنظار لدولته وجلب الاستثمارات ذات الصلة بالبلوكشاين والعملات الرقمية.
ولكن كان يتوجب على رئيس جمهورية افريقيا الوسطى حل مشكلة الانترنت في بلاده قبل اتخاذ قرار شجاع كهذا، فدولة إفريقيا الوسطى تكاد تنعدم الانترنت فيها إن لم تكن منعدمة أصلا، فتدفق الانترنت على مستوى الدولة لا يتعدى الــ1 ميغا بايت، فكيف لدولة فقيرة من ناحية البنى التحتية أن تستقطب الإستثمارات المعقدة والجد متقدمة المتمثلة في تقنية البلوكشاين والعملات الرقمية.
وفي الختام، في حين تحاول الإقتصاديات العظمى التضييق على البتكوين والعملات الرقمية ككل، نجد ان الإقتصاديات الهشة تسارع إلى تبنيه باحثة عن فرصة أو بداية تجربة جديدة التي ربما من شأنها أن تساهم في تغيير حال البلاد والعباد.