تمهيد:

جميع الطرق تتطلب صبرًا كبيرا، فمجال المال والأعمال من المجالات التي تأخذ الوقت لتظهر نتائجها المربحة في آخر المطاف، فالشجرة لا تعطيك الثمار من أول يوم تغرسها فيه، فهناك من انطلق في طريق المليون وهو في عز الشباب ووصله وهو في عز الكهولة والشيخوخة، وهناك من وصل لهدفه بين ليلة وضحاها، فلو أردنا إحصاء الطرق التي يمكن من خلالها أن تصبح مليونيرا أو مليارديرا،  ستجد الأثرياء يصنعون بإحدى الطرق التالية:

  • الشراء وقت الأزمة؛
  • استغلال فرصة.

إنقض على الفرصة كالوحش الكاسر

اليوم سنتناول قصة التوأمين وينكلوفس(تايلور وكاميرون)، وكيف أصبحا من أوائل مليارديرات البتكوين والعملات الرقمية، وتحولا من رياضيين محترفين في رياضة التجديف إلى أحد كبار الفاعلين  والمستثمرين في واحد من أكثر الأسواق تسارعا في النمو في العقد الأخير، ألا وهو سوق العملات الرقمية.

لكي تستثمر في أي سوق، لابد من توفر رأس مال إبتدائي(Initial capital) لتبدأ به، ورأس المال الذي استثمره الأخوين وينكلوفس حصلا عليه من قضية فايسبوك، ففي سنة 2008 رفع الأخوين دعوى قضائية ضد مارك زوكربيرغ مالك موقع Facebook تحت عنوان أن زوكربيرغ سرق فكرتهم(Havard connection) وحولها إلى (Facebook)، وفي سنة 2012 وبعد سنوات من جلسات المحاكم أنصفهم القاضي وأمر فايسبوك بمنح تعويض مقداره 65 مليون دولار أمريكي لصالح الأخوين.

في 2013 رأى التوأمان أن موضوع البتكوين بدأ يلقى رواجا وأدركوا أنه فرصة قد لا تتكرر، فقررا استثمار 11 مليون دولار من إجمالي ما تحصلوا عليه من قضية فايسبوك، حيث تم شراء البتكوين عند اسعار 120 دولار آنذاك، ثم حان وقت الصبر، إذ إنتظر الأخوين أكثر من 4 سنوات لكي يصبحا من أوائل ملياديرات البتكوين في أواخر سنة 2017 لما وصل سعر البتكوين إلى 20000 دولار تقريبا، وعليه فهم نجحو بالفعل في استغلال فرصة من الفرص النادرة، مكنتهم من تحويل 11 مليون دولار إلى أكثر من 1,5 مليار دولار في ظرف أربع سنوات.

أما اليوم، فإستثمارات الأخوين في مجال العملات الرقمية تتوسع أكثر فأكثر، إذ يملكون منصة لتداول العملات الرقمية وهي منصة(Gemini) مقرها في أمريكا، كذلك يملكون عملة مستقرة(GUSD) وكذلك هما من كبار المستثمرين في عديد المشاريع الأمريكية في مجال الكريبتو مثل(BlockFi) و(NiftyGateway) وغيرهم.

طريق الثراء يأخذ وقتًا ويتطلب صبرًا

لا أحد يعلم كم يملك الأخوين من البتكوين ولكن الشائعات تقول أن الأخوين إمتلكا ما يعادل 1 % من ما يروج من البتكوين في سنة 2013، أي ما يفوق الــ100 ألف عملة بيتكوين، وهل أصبح الأخوين من مليارديرات البتكوين بشكل سهل وسريع، لا؛ بل كان الامر صعبًا و تطلب صبرا كبيرًا خاصة في الفترة ما بين 2013 إلى 2016 إذ عرف البتكوين إنهيارات كبيرة نسرد أهمها في ما يلي:

  • في أفريل من سنة 2013: إنهار سعر البتكوين من 260 دولار إلى 70 دولار، أي نزول السعر بما يفوق الــ83% بسبب إختراق منصة (Mt.Gox) أكبر منصة لتداول البتكوين آنذاك، حيث تمت سرقة أكثر من 800 الف عملة بتكوين من المنصة، ولا تزال قضية منصة Mt.Gox قيد التسوية حتى الآن.
  • من ديسمبر 2013 إلى جانفي 2015: انهار سعر البتكوين بنسبة 50% بعد أن أعلنت الصين حظرها للبتكوين، لتبدأ بذلك أول(Bear market)  حيث ظل سعر البتكوين ينزل وينزل من قمة 1200 دولار في نوفمبر 2013  إلى ان وصل سعره  إلى أقل من 200 دولار في جانفي 2015، ثم بعدها بدأ سعر البتكوين في التعافي تدريجيا.

ذكرت مصطلح أولBear market  هنا لأن البتكوين بدأ سعر من الصفر سنة 2009 حتى وصل سعره إلى 1200 دولار تقريبا في نوفمبر 2013، ثم بدأ السعر ينهار حتى رجع إلى أقل من 200 دولار في جانفي 2015.

  • من جانفي 2015 حتى جوان 2016: ظل سعر البتكوين في هذه الفترة يتداول في أسعار لا تزيد عن 550 دولار ولا تقل عن 230 دولار، ثم بعدها بدأ البتكوين يصعد بشكل ملحوظ حتى وصل إلى 20000 دولار تقريبا في ديسمبر 2017.

الخلاصة                                      

إذا كنت تؤمن بالفعل بأن هذا المجال هو تقنية من تقنيات المستقبل القريب، فأدخله بنية الاستثمار للمدى المتوسط والبعيد، بشرط أن تستثمر في المشاريع التي يتوقع منها الاستمرارية فقط، فأغلب العملات الرقمية قد تندثر لسبب معين أو لأخر، وكذلك يجب أن تصبر حتى تحقق ما تسعى إليه، ولن أقول “مت وأنت تحاول” لأن الصحة والحياة أغلى من كل شيء في الوجود.