اسم المشروع: Ripple
عملته: XRP
المؤسسون: “Jed Mccaleb” سابقا وآخرون
أقصى معروض من العملة: 100 مليار عملة
ميلاد مشروع الريبل:
بعد أن قام “Jed Mccaleb” ببيع منصة “Mt.Gox” سنة 2011 التي كانت المنصة الوحيدة التي يتم تداول البتكوين عليها ومقرها في اليابان، بدأ “Jed” في تطوير وبرمجة عملة رقمية بلغة الــ(C++) بحيث تسمح بالقيام بتحويلات مؤكدة عن طريق الإجماع في ما بين أعضاء الشبكة وليس التعدين، وقام في ما بعد بتوظيف “David Schwartz” وجمع بعض الإستثمارات وتوظيف أشخاص آخرين من بيهم “Chris larsen” الذي عينه كمدير تنفيذي في مشروع ريبل بروتوكول.
في سنة 2011، قرر أعضاء المشروع تغيير تسمية المشروع إلى اسم “Opencoin”، وفي السنة التي بعدها تم تغيير الإسم مرة أخرى إلى “Ripple labs”، وتم في سنة 2012 توليد المعروض الإجمالي(Max supply) من العملة الذي حدد بــ100 مليار عملة XRP وتم تخصيص 80 مليار كصندوق لأغراض التطوير والتشغيل، والــ20 مليار الأخرى تم تقاسمها بين الأعضاء المؤسسين.
واستمر “Jed” في التطوير وجمع الفريق والاستثمارات حتى سنة 2013 وهي السنة التي غادر فيها المشروع، إذ وجد أن المشروع لا يحقق طموحاته في ما يخص عنصر اللامركزية ووصفها بالبايبال في نسخته الثانية ورحل، آخذا معه رصيدًا كبيرا من عملة الــXRP التي هي من نصيبه، مثله في ذلك مثل باقي أعضاء الريبل.
بعد رحيله في سنة 2013 من مشروع الريبل إنغمس في العمل على مشروع جديد سماه “Stellar” وهي عملة رقمية مفتوحة المصدر وتعمل تقريبا بنفس مبدأ عمل برتوكول الإجماع للريبل لكنها لامركزية بالكامل وسريعة في التحويلات.
الريبل عملة مصممة لتكون شبكة بنوك وعملة دفع بإمتياز
في 2013 أعلن فريق الريبل عن وجود بنوك مهتمة بمشروع الريبل، وفي 2018 إنضم إلى مشروع الريبل أكثر من 100 بنك يستخدمون إحدى منتجات الريبل “Ripple XCurrent” فقط دون استخدام العملة المعروفة بالــXRP لتفادي التقلبات التي تحدث في سعرها، وأعلنت الريبل تحديها لنظام التحويل المالي الدولي “SWIFT” الذي يسيطر على السوق، واشتهرت الـXRP على أنها عملة دفع سريعة التحويلات وبتكلفة لا تكاد تذكر إذا قورنت بالبتكوين والاثريوم وما شابه من العملات. وفي سنة 2014 تمكن فريق الريبل من الحصول على إذن بالدخول إلى النظام البنكي للولايات الأمريكية بالرغم من المخاوف ذات الصلة بالآمان والتنظيم القانوني للعملات الرقمية.
ومع مرور السنين إنضم إلى شبكة الريبل أكثر من 300 بنك ومؤسسة مالية حول العالم بما فيهم بنك أمريكا، ويتم إستخدام وتجربة منتجات الريبل في عديد المؤسسات البنكية والغير بنكية.
وتتمثل أهداف الريبل في ما يلي:
- تحرير قوة البلوكشاين من القيود: إذ يرى فريق الريبل أن البنية التحتية الحالية للدفع العالمي لا تواكب التطورات التكنولوجية الحاصلة حاليا ولا تلبي حاجات الأفراد ورجال الأعمال، وعليه فإنه بتبني تقنية البلوكشاين والأصول الرقمية سيتغير الوضع تماما للأفضل وتصبح التحويلات سريعة وغير مكلفة.
- إنشاء نظام مالي شامل على تكنولوجيات الريبل: الحلول التي جاءت بها الريبل أحدثت ثورة في عالم الدفع ووضعت معالمه. ولكنها لا تتوقف هنا، فمن خلال قوة تكنولوجيا المالية اللامركزية فإن المؤسسات ورجال الاعمال والأفراد سيكون لديهم وصول كامل إلى نظام مالي شامل من أي مكان وفي أي وقت يريدون.
- تسريع عملية تبني أنترنت القيمة(IoV): العصر الجديد للمالية الدولية إتخذ من الأنترنت موطنا له وبرز لنا ما يعرف بأنترنت القيمة وهو عالم تتحرك فيه الأموال بسهولة كما تتحرك المعلومات في عالمنا اليوم، فكما كان للأنترنت أثر على تحرك المعلومات ومشاركتها بسرعة وكذلك الإتصالات، الآن آن أوان الأنترنت لتساهم في تحرير حركة الأموال وتعزيز تبادل القيمة فاتحة بذلك فصلا جديد في كتاب العولمة المالية.
مشاكل الريبل مع هيئة البورصات والأوراق المالية الأمريكية (SEC)
في نهاية 2020 رفعت لجنة الــSEC قضية بشكل رسمي ضد شركة الريبل متهمة إياها بشكل عام، متهمة إياها أنها قامت بتوليد أصل بالملايير وباعته للأفراد وحققت منه ربح كبير، واعتبرت الـSEC أن عملة الـXRP أوراقا مالية وليس سلعة، لأن عملات الريبل تم توليدها بدون أي تكلفة وتم بيعها وتوزيعها على أشخاص معروفين، واضافت بأن شركة الريبل باعت ما يزيد عن 14 مليار من الـXRP وجمعت أكثر من 1,3 مليار دولار مقابل ذلك.
بعد بروز القضية من جديد في أواخر 2020، قامت العديد من المنصات الأمريكية وعلى رأسهم Coinbase بتعليق وتوقيف التداول على عملة الــXRP وعرف سعر الـXRP انهيارا كبيرا في سعره إذا نزل من حوالي 70 سنت إلى 12 سنت تقريبا.
تعود جذور هاته القضية إلى 2018 حينما اعلنت لجنة الــSEC الحرب على الريبل واتهامه ببيع أصل غير مسجل عدده بالملايير وتحقيق الملايين بل الملايير من الدولارات إذ وصل الحال إلى أن “Jed” أصبح من بين أثرى 20 شخص حول العالم حسب جريدة فوربس بفضل ما يمكله من عملة الريبل.
مشكل الريبل مع “Jed Mccaleb“
عندما رحل مؤسس الريبل الحقيقي كانت محفظته تعادل بعض الملايين من الدولارات فقط، ولكن لما انفجر سعر الريبل اصبحت محفظته تساوي الملايير من الدولارات، وبما انه غير مقيد بأي شرط يمنعه من بيع ما يملكه، قام “Jed” ببيع كميات كبيرة من الــXRP لدرجة انه أثر على سعر العملة بشكل كبير خاصة في الفترة ما بين ديسمبر 2017 و2019، فبعد ان وصل سعر الـXRP إلى 4 دولار انهار بسبب البيع المكثف وتصحيح البتكوين الطويل إلى العشرين سنت وبقي يتحرك في نطاق سعري ضيق.
ولم يتوقف “Jed” عند هذا الحد بل كان يستغل أي خرجة اعلامية في الهجوم على مشروع الريبل وعملته XRP واصفا إياها بالبايبال ونافيا لما تدعيه شركة الريبل في ما يخص اللامركزية.
وبعد العديد من المشاداة الكلامية رفعت شركة ريبل قضية بالمدعو “Jed” مانعة إياه من التدخل في شؤون الريبل وكذلك وضع حد للبيع المكثف الغير مبرر، وقررت آنذاك أن تقيده بكمية معينة يمكن بيعها في كل مرة وأخضعت محفظته للرقابة من طرف جهة مختصة.
نقاط قوة مشروع الريبل
بالرغم من المشاكل التي يعاني منها الريبل أهمها قضيته مع لجنة البورصات والأوراق المالية، إلا أن مشروع الريبل يعتبر مشروعا عملاقا كونه يستهدف بالدرجة الأولى المؤسسات المصرفية والغير مصرفية، وكذلك هدفه الأسمى هو بناء نظام تحويل عالمي بديل للــSWIFT، وقد نجح الريبل عن طريق منتجاته في استقطاب الإستثمارات من عديد البنوك والمؤسسات التي تجرب وتستخدم منتجاته وهذا ما لم تنجح فيه عديد المشاريع الأخرى. والدليل على قوة الريبل انه كل ما تمت محاربته إشتد وأصبح أقوى وانتشر أكثر فأكثر، حتى أنه وصل ببعض الادباء في مجال العملات الرقمية إلى التكهن على أنه سيزيح البتكوين عن عرشه كقائد للعملات الرقمية، ولكن الريبل لا يزال يتخبط في الدعاوي القضائية التي تأبى أن تنقضي.
ويعيش مشروع الريبل منافسة شرسة من طرف عملة المؤسس السابق “Stellar” التي تعد نسخة شبيهة من الريبل ولكنها تختلف عنه في عديد النقاط الجوهرية، فــ”Jed” مبرمج الريبل عرف تماما ما يجب فعله في مشروعه الجديد لتفادي الأخطاء التي وقع فيها في مشروع الريبل، فمشروع الستيلر من الناحية القانونية مشروع غير ربحي ومسجل كشركة وهي الأخرى تستهدف البنوك والمؤسسات الغير مصرفية بالدرجة الأولى.
مستقبل مشروع الريبل
مستقبل مشروع الريبل مرهون بتجاوزه لمشاكله القضائية، ومرهون كذلك باستعادة الثقة لدى جماهيره التي فقدت على مر السنوات الماضية، ففريق الريبل ارتكب عديد الأخطاء التي جعلت الـSEC تضعه نصب عينيها وتحاربه قضائيا.
وفي حالة كسب الريبل قضيته مع الــSEC وعودة المياه إلى مجاريها من المتوقع أن يدخل مشروع الريبل في مرحلة جديدة وهي مرحلة بسط السيطرة والقوة بما يملكه من بيئة نظامية ثرية تضم أكثر من 300 بنك ومؤسسة مالية حول العالم، ومئات المؤسسات التي تطور وتجرب منتجاته. وهذا ما سيجعل سعر الريبل يحقق ارتفاعات قياسية مواكبا لذلك.
بالرغم من قوة مشروع الريبل إلا انه ينطوي على مخاطرة كبيرة، مثله في ذلك مثل باقي العملات الأخرى التي تتأثر بسعر البتكوين.