تمهيد:

هناك خطأ شائع يقع فيه العديد من الأشخاص سواء كانوا مضاربين أو مستثمرين، ويتمثل أساسًا في شراء العملات الرقمية بعد إنفجارها سعريا وهذا ما يؤدي في غالب الأحيان إلى خسائر فادحة ناجمة عن التصحيح الذي سيعرفه سعر العملة لاحقًا، لأن الدخول هنا كان متأخرًا ولا شك أن المتداول وقع في فخ الــFOMO والذي يعرف بــ “الخوف من فقدان الفرصة”.

ومشروع اليوم المسمى بــCasper هو واحد من المشاريع الراكدة حاليا ولكن في قادم الأسابيع قد نرى انفجارات سعرية فيها وذلك راجع أساسًا إلى كونها واحدة من أكثر البلوكشانات آمانا وإتساعًا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن اللغة التي برمجت بها هاته العملة هي لغة معروفة لدى أغلب المطورين والمبرمجين وتعرف بالــWASM أو الــWeb Assembly وهي أحد اللغات العريقة وتمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، وطورت هاته اللغة من طرف مجموعة من المؤسسات الفاعلة في مجال الويب والأنترنت على غرار شركة جوجل وشركة موزيلا فايرفوكس وشركة آبل…الخ.

وسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على هذا المشروع الواعد وتبيان نقاط القوة والضعف فيه.

نشأة وتطور مشروع كاسبر(Casper)

نشأ مشروع كاسبر على إثر نشر(Vlad Zamfir) أحد أهم المطورين  في مشروع الإثريوم لورقة بحثية إقترح فيها مشروعًا للإثريوم 3.0 يسمى بــ(Casper CBC) وهو إختصار لــ(كاسبر- التصحيح عن طريق البناء) وهو عبارة عن عائلة من الخوارزميات التي تعمل فيما بينها لتحقيق الإجماع على الشبكة، واعتبر هذا البحث على أنه الجيل القادم من البروتوكولات الذي ستعمل به البلوكشانات القادمة، حيث ان خوارزمية التصحيح عن طريق البناء(CBC) جلبت معها تحسينات واعدة تتفوق على البروتوكولات التي تشتغل بها البلوكشانات الحالية، وبذلك يعتبر مشروع Casper أول بلوكشاين يتم بناؤها على هاته الخوارزمية المتطورة(Casper CBC) التي تستخدم في تحقيق الإجماع وفي نفس الوقت مصممة لتشتغل وفقا لبروتوكول إثبات الحصة(Proof of stake)، ويسعى فريق عملة كاسبر إلى تسريع حركة ولوج المطورين والمؤسسات إلى عالم البلوكشاين في أقرب وقت ممكن وذلك من خلال تصميم بلوكشاين تشتغل ببرتوكول إثبات الحصة مهجن مع خوارزمية(Casper CBC) وكذلك عقود ذكية قابلة للتطوير مبرمجة بلغة مألوفة لدى 99% من المطورين وهي لغة الــWeb assembly.

وعليه فإن فريق مشروع كاسبر أخذ الإسم والتقنية وكل شيء ذكره(Vlad zamfir) في ورقته البحثية، وقام بتطبيقه ونجحوا في تجسيد أفكاره وبالتالي يمكن القول أن Casper هي النسخة الثالثة من الإثريوم في حالة لجوء فريق الإثريوم إلى الحل المستحدث من طرف فلاد زمفير.

عملة CSPR هي العملة الأساسية الخاصة بمشروع Casper ويبلغ العدد الإجمالي من هاته العملة حوالي 11 مليار عملة، حيث يتم إستخدام العملة على الشبكة لتحقيق الإجماع من جهة؛ ومن جهة أخرى رفع أمان الشبكة، فالمؤكدون على الشبكة يحصلون على مكافآت بعملة كاسبر نظير قيامهم بهاته الوظيفة.

تم تأسيس المشروع تحت اسم (Casper association) في مدينة Zug السويسرية، وهي منظمة غير ربحية تعمل على اتاحة المصادر التي من شأنها المساعدة في تسريع عملية تبني تقنية البلوكشاين لدى المؤسسات والمطورين على حد السواء، كما يملك المشروع ما يعرف بالمخبر(Casperlabs) الذي يعتبر بمثابة القلب النابض للمشروع والمكان الذي تطبخ فيه التقنيات والخوارزميات التي من دون شك ستجعل من Casper جيلاً جديدًا في عالم البلوكشاين والعملات الرقمية.

تم إطلاق الشبكة الرئيسية لمشروع كاسبر منذ أشهر وهي تعمل بشكل ممتاز، ومن المتوقع أن يتم الإنتقال إلى النسخة الثانية لشبكة كاسبر في سنة 2022.

التقنية الخاصة بمشروع Casper

مشروع كاسبر هو مشروع من الطبقة الأولى(Layer 1) من نوع الــTuring-complete تمتلك عقود ذكية خاصة بها مدعومة من طرف بروتوكول إثبات الحصة(PoS) ومبرمجة بلغة الــWeb assembly، وهي بذلك تقدم نفسها على أنها بلوكشاين عامة تتصف باللامركزية وغير مرخصة مسبقًا، إذ يمكن لأي شخص أن يساهم في عملية تحقيق الإجماع وتأكيد التحويلات وغيرها من الوظائف الأخرى.

يقصد بالــTuring-complete قدرة الآلة على حل المشاكل الحوسبية بنفسها من دون تدخل أي طرف ثان، وذلك من خلال اتخاذ القرار أو وضع إعدادات ذات صلة بالتلاعب بالبيانات، وتطبيق هكذا خورازمية في البلوكشاين معناه أن هاته البلوكشاين قادرة على فهم وتنفيذ أي عقد ذكي يعطى لها، بشرط أن يكون هذا العقد الذكي له معلومات معينة مثل الخطوات الأساسية، الوقت، قوة معالجة، ذاكرة…الخ، وبعدها ستظل البلوكشاين تشتغل من دون تدخل البشر أو أي طرف ثان.

يسمى البروتوكول الذي تشتغل به شبكة كاسبر بالــHighway Protocol وهو في الحقيقة عبارة عن مزيج من المزايا التي يتمتع بها بروتوكول التسامح مع الخطأ البيزنطي الكلاسيكي(BFT)، حيث يعمد بروتوكول الــHighway إلى تمكين الشبكة من بلوغ أقصى حدودها الإنهائية، وهذا يعني إنهاء عدد كبير من الكتل(Blocks) وأن المؤكدين وافقوا على إضافة هاته الكتل إلى البلوكشاين، كما يحقق البروتوكول مرونة في التعبير عن زمن إنهاء الكتلة الواحدة بطرق لا يمكن لبروتوكول الــ(BFT) أن يحققها، وهنا تكمن قوة بروتوكول الــHighway الخاص بشبكة الــCasper والمبني على أساس أفكار الورقة (Casper CBC) الخاصة بــVlad zamfir.

التقنية التي جاءت بها شبكة كاسبر موجهة أساسًا للمؤسسات والمطورين بالدرجة الأولى، إذ تسعى الشبكة إلى تسريع عجلة الأعمال عن طريق تبني خصائص فريدة من نوعها مثل خاصية رسوم الشبكة القابلة للتوقع، والعقود الذكية القابلة للتحديث، الحوكمة على الشبكة، الخصوصية المرنة، لغات بسيطة ومألوفة لدى المطورين.

ومن خلال ما سبق يمكن القول ان شبكة كاسبر هي عبارة عن مزيج بين قوة التقنية أو بروتوكول الاجماع والبساطة في لغة التطوير والبرمجة، وهذا ما يريده كل من رواد الاعمال والمبرمجين، وهذا من دون شك يجعل من مشروع كاسبر مشروعًا واعدًا جدًا مستقبلا.

العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية على شبكة كاسبر

صممت العقود الذكية الخاصة بشبكة كاسبر لتكون لها قابلية التحديث المستمر من دون اللجوء إلى الإنقسام أو ما شابه، وإضافة إلى ذلك فهي تشتغل في ظل وجود بروتوكول قوي يسمى بــ Casper highway protocol الذي يساهم في تأكيد عدد كبير من الكتل في وقت وجيز جدًا، أما في ما يخص التطبيقات اللامركزية فقد تم تبني لغة الــ Web Assembly لتكون العملة الرسمية للتطبيقات اللامركزية الخاصة بكاسبر لكونها مألوفة لدى المبرمجين والمطورين وكذلك لكونها لغة تستخدم في التطوير على الويب، وبالتالي فهذه التوليفة التي تجمع بين قوة التقنية وبساطة اللغة البرمجية من المتوقع أن تستقطب العديد من رؤوس الأموال مستقبلا.

وبفضل اعتماد بروتوكول إجماع قوي ومتطور نجد أن البلوكشاين الخاصة بكاسبر لديها قابلية كبير للاتساع في ظل تكاليف شبكة منخفضة جدًا، وفوق كل هذا لديها آمان عالي جدًا، لأن المشروع موجه للمؤسسات بالدرجة الأولى ومنذ البداية تم الإشتغال على اعتماد هاته الخصائص المميزة.

التوكونوميكس الخاصة بعملة Casper

يقدر المعروض الإجمالي لعملة CSPR بــ11 مليار عملة تقريبا، وما يروج من العملة في السوق يقدر بــ 4,5مليار عملة تقريبا،  معناه أن نصف المعروض الإجمالي تقريبا موجود في السوق، وسيتم في شهر مارس وأفريل الإفراج عن العملات التي تم بيعها للعامة (الأول والرابع)على منصة Coinlist،  وكذلك الإفراج عن كميات أخرى(أنظر أسفله)، بحيث سيصبح المعروض الذي يروج في السوق يقارب الــ6 مليار عملة تقريبا.

وفي مارس من سنة 2024 ستصبح كل العملات تروج في السوق، معناه أن الإفراج عن العملات سيستمر حتى شهر مارس من سنة 2024، وهذا من دون شك قد يؤثر سلبا على سعر العملة خاصة في ظل بقاء حجم التداول اليومي منخفضًا.

خلاصة

على العموم مشروع كاسبر من المشاريع الواعدة نظرا للتقنية التي تستخدمها وكذلك بساطة اللغة البرمجية، ولكن يجب الاستثمار فيه للمدى المتوسط والبعيد لان المشروع حاليا في طور النمو والتبني، أما من ناحية التوكونوميكس فيبدو أن الفريق يعتزم الإفراج عن كل العملات في ظرف سنتين(حتى سنة 2024) وهذا قد يؤثر بشكل كبير على سعر العملة، وعليه يجب أخذ هذا الأمر في الحسبان.

المشروع بالرغم من كونه مشروع واعد إلا ان الإستثمار فيه ينطوي على مخاطرة عالية لأنه لا يزال في بدايته وقد يتأثر سعر العملة كثيرا في حالة تدهور السوق.

كل ما ينشر في كريبتو العرب هو محتوى تعليمي بحت، فالرجاء القيام ببحثك الخاص.