اسم المشروع: إثريوم.

عملته الرسمية:Ether(ETH).

المؤسسون: فيتاليك بوترين، جافين وود، تشارلز هوسكنسون وأخرون.

البروتوكول: المكافآة مقابل العمل(PoW).

ديناميكية المعروض: تضخمي “المعروض يتزايد وغير محدود”.

تمهيد:

في سنة 2013 أسس كل من فيتاليك بوترين وجافين وود وتشارلز هوسكنسون وأخرون مشروع عملة الاثريوم المبرمجة بلغة سوليديتي لمخترعها جافين وود، وبقي المشروع يطور في الخفاء حتى سنة 2015، إذ اصبح بإمكان أي شخص ان يشتري ويمتلك هاته العملة كونها اصبحت متوفرة في منصات العملات الرقمية.

قبل مجيئ الاثريوم لم يكن هناك ما يعرف بالعقود الذكية أو التطبيقات المركزية، وتعتبر الاثريوم أول مشروع لامركزي مفتوح المصدر يمكن لأي شخص يتقن لغات برمجية معينة منها سوليديتي أن يطور على الاثريوم بشكل عادي، وكذلك اول مشروع يوفر خاصية العقود الذكية والتي يمكن من خلالها بناء توكن معين او عملة معينة تكون جزءا من نظام الاثريوم.

وليس هذا فقط فبفضل الاثريوم اصبح بالامكان بناء وتطوير التطبيقات اللامركزية على الانترنت التي يمكن من خلالها تقديم منتجات متنوعة وتجسيد الافكار إلى واقع قابل للاستخدام وينطوي على درجة عالية من الآمان والثقة والحوكمة.

ميلاد الاثريوم:

ولد الاثريوم بفضل اختراع لغة برمجية تعتبر مزيج من عدة لغات برمجية أخرى، هاته اللغة تم ابتكارها خصيصا لتوفر العقود الذكية للاثريوم وتكون بذلك الالة الافتراضية لها تعمل بلا توقف ومن دون أخطاء بالاضافة إلى اللامركزية التامة، اقترحها جافين وود على مجموعة من المطورين وتم العمل عليها ولحد الساعة لا تزال هاته اللغة هي اللغة الاساسية للاثريوم والعديد من المشاريع الأخرى.

ومثل ما كان ساتوشي ناكاموتو سببا رئيسيا في ظهور البتكوين، كان فيتاليك بوترين السبب في ظهور الاثريوم، ففي سنة 2013  اعلن انه يطور مشروع لعملة رقمية سماها الاثريوم، وتم الاعلان الرسمي عن هذا المشروع في مؤتمر دولي حول البتكوين تم إجراؤه في مدينة ميامي الامريكية، وفي ايام المؤتمر الذي اجتمع فيه العديد من المطورين والمهتمين بمجال العملات الرقمية، استغل فيتاليك بوترين الفرصة وقام باستئجار منزل في مدينة ميامي لكي يجتمع فيه مع مجموعة من الاشخاص مثل تشارلز هوسكنسون وجافين وود وانتوني ديل ايريو وأخرون، وذلك بهدف تجسيد فكرة الاثريوم وما يمكن ان تكون عليه وكان هذا الاجتماع بالفعل الحجر الاساس لميلاد الاثريوم.

بعد ستة اشهر من اجتماع ميامي قرر فيتاليك ان يجتمع مرة أخرى بنفس الاشخاص ولكن في مدينة زوغ السويسرية واعلن وقتها عن ان الاثريوم ستستمر وتم تسجيلها قانونيا على انها مشروع غير ربحي، وكان تشارلز هاسكنسون اول المغادرين لفريق الاثريوم بسبب هذا القرار.

وتم التركيز في تطوير مشروع الاثريوم على العقود الذكية بالدرجة الأولى وتحقق ذلك بفضل جافين وود، وبعد ذلك تم نشر الورقة الصفراء الخاصة بالألة الافتراضية للاثريوم، وبعد ذلك تم البيع الأولي للعملة على الانترنت للجمهور، وفي سنة 2015  تم إدراجها في منصات العملات الرقمية.

العقود الذكية(Smart contracts):

قبل مجيئ العقود الذكية، كان انشاء عملة رقمية صعبا ومكلفا بعض الشئ، إذ ربما تضطر إلى برمجتها من الصفر، أو اللجوء إلى السوفت فورك والذي هو عبارة عن اخذ كود أصلي لعملة ما والتعديل عليه مثل ما فعل فريق عملة اللايتكوين التي هي سوفت فورك معدل من البتكوين، أو اللجوء إلى الهارد فورك من عملة اخرى عند بلوك رقمي معين في الشبكة ومن ثمة التعديل عليه وكمثال على ذلك انقسام البتكوين كاش من البتكوين.

ولكن بمجيئ العقود الذكية التي جعلت من امكانية انشاء العملات شيئا سهلا جدا، فعوض التركيز على برمجة العملة وما شابه، اصبح التركيز على اساسيات المشروع أولوية قصوى، فالعقود الذكية هي عبارة عن برنامج بواجهة مستخدم بسيطة يعمل كوسيط بين المستخدم والشبكة الرئيسية يسمح لك بإنشاء عقد ذكي لتوكن معين يميزه عن باقي التوكنات الاخرى، فلا يمكن ان تتشابه المشاريع من حيث عقودها الذكية، وبمجرد تحديد بعض القيم مثل المعروض الإجمالي وما شابه ثم دفع مصاريف الإنشاء والتي تكون في شكل اثريوم، وبالتالي يصبح ذلك التوكن مثل الغصن في شجرة الاثريوم، واي عملية يتم إجراؤها على الشبكة تحتاج إلى دفع مصاريف بعملة الاثريوم، كأن ينقل شخص ما توكن معين من محفظة إلى أخرى او من محفظة إلى منصة…إلخ، فالمستخدم ملزم بترك بعض الاثريوم في محفظته لدفع المصاريف في كل مرة يريد ان يقوم بعملية ما.

وجاء العقد الذكي بعدة انواع ولكل نوع خصائصه التي تميزه عن النوع الأخر فنجد على سبيل المثال الــERC20  والــERC721 والــERC1155، وكذلك العمليات التي يمكن إجراؤها على العقد نفسه كتدمير العقد، وحرق جزء من المعروض، تقليص أو زيادة المعروض…إلخ، فاصبح بذلك العقد الذكي الخاص بالاثريوم ثورة حقيقية في مجال العملات الرقمية، ولكن لم يحسن استخدامها بالشكل الجيد في البداية فكثرت بذلك المشاريع المبنية على الاثريوم وكثر النصب واصبح من الصعب أن تجد مشروعا جيدا مبنيا على الاثريوم، واكثر من ذلك لجأت العديد من المشاريع إلى الخروج من شجرة الاثريوم لتكون مستقله بذاتها.

التطبيقات اللامركزية(Dapps):

التطبيقات اللامركزية هي عبارة عن برمجيات مبنية على العقود الذكية تعمل على شبكة لامركزية، تستخدم هاته التطبيقات البلوكشاين لأغراض التخزين والعقد الذكي لأغراض المنطق، والتطبيقات اللامركزية مصممة ومبرمجة لتعمل بشكل آلي دون تدخل البشر ويمكن لأي مستخدم يملك محفظة لامركزية ان يستخدم هاته التطبيقات.

من بين التطبيقات اللامركزية نجد:

المحافظ اللامركزية: هي تطبيقات مبنية على العقود الذكية للاثريوم ومبرمجة اساسا لتتوافق مع التطبيقات اللامركزية الاخرى مثل محفظة ميتاماسك الشهيرة، تمكن هاته المحافظ من القيام بالعديد من العمليات كالإيداع والسحب وكذلك يمكن ربطها بتطبيقات الــDeFi والمنصات اللامركزية ومتاجر الــNFT  وغيرها من التطبيقات الأخرى.

تطبيقات الــDeFi: تتيح لك تطبيقات الـDeFi  الخدمات المالية التي نعرفها في الاسواق التقليدية كالحصول على قرض، أو إقراض أشخاص آخرين مقابل الحصول على فوائد، أو توليد الدخل من خلال الفارمينج، بالإضافة إلى الستايكنغ على الشبكة….الخ، تحتاج إلى ربط محفظتك اللامركزية بهاته التطبيقات لتتمكن من استخدام قائمة كبيرة من الخدمات المالية وتكون لك الحرية الكاملة للتصرف في اموالك.

المنصات اللامركزية(Dex): تمكنك المنصات اللامركزية من اجراء صفقات من الند للند مباشرة دون وسيط، اذا يمكن مبادلة عملة معينة بعملات أخرى توجد على العقد الذكي للتطبيق وذلك من خلال المحفظة اللامركزية الخاصة بك، ونذكر على سبيل المثال منصة يونيسواب التي أسسها أحد أعضاء فريق التطوير للاثريوم.

تطبيقات الــNFT: وهي موضة جديدة في عالم التطبيقات اللامركزية وجاءت لتغلق الفجوة بين العالم الحقيقي والافتراضي في ما يخص عالم الفن والألعاب، اذ اصبح الفنانون والرسامون والمغنيون والمهوسين بالشخصيات الكرتونية والألعاب وغيرهم من ذوي المواهب قادرين على بيع منتوجاتهم التي يصنعونها للآخرين مباشرة ودون وسيط، وذلك من خلال عقود ذكية فريدة من نوعها غير قابلة للاستبدال فتكون هاته الـتوكنات الفريدة من نوعها ملكا لأشخاص قلائل نظرًا لندرتها أو موهبة صانعها…إلخ.

تطبيقات الجسور(Cross-chain Bridges): تسمح الجسور بنقل الاصول من شبكة الاثريوم إلى شبكات اخرى التي تتداخل معها، وتقريبا اغلب المشاريع تمتلك جسور تربط شبكاتها  بالاثريوم، وبفضل هذا التطبيق ظهرت لنا المشاريع المتعدية الشبكات.

الألعاب اللامركزية: بالإضافة إلى ما سبق ذكره يوجد أيضا ما يعرف بالألعاب اللامركزية المبنية على العقود الذكية والتي يمكن لعبها مباشرة من المتصفح.

وفي كل هاته التطبيقات اللامركزية المبنية على العقود الذكية  الخاصة بالاثريوم تحتاج إلى الاثريوم في محفظتك الخاصة دوما لتدفع رسوم استخدام هاته الخدمات المتنوعة وتسمى بالـGas Fees، والتي سنتحدث عنها لاحقا في هذا المقال.

الاثريوم ومعضلة الثلاثية الصعبة(DSS):

يعتبر الاثريوم اول من تجرأ على حل معادلة الثلاثية الصعبة ألا وهي كل من اللامركزية والآمان، وقابلية التوسع. فكل تحويلة تتم على بلوكشاين الاثريوم لابد ان تتسم باللامركزية والآمان والقابلية للتوسع، وعليه نجد أن الاثريوم تمكن من حل معضلتي اللامركزية والامان، إلا انه يواجه صعوبة كبيرة في حل مشكلة القابلية للتوسع(Scalability)، فكلما زاد عدد التحويلات على البلوكشاين ترتفع رسوم التحويل، وكذلك نفس الشيء في حالة تزايد استخدام التطبيقات اللامركزية، إذ ترتفع رسوم المعاملات إلى مبالغ كبيرة وكذلك اصبحت تأخذ وقتا أطول عن المعتاد، وهذا ما يدفع بالمستخدمين إلى تجنب أوقات الذروة لتفادي هاته الرسوم المرتفعة، ويعود ذلك إلى ان كون المعدنين يعدنون الكتل التي عليها رسوم أعلى قبل الكتل التي عليها رسوم أقل وبالتالي أصبحت فيه صفوف الانتظار على الشبكة إن صح التعبير، وهذا ما يعيق شبكة الاثريوم من التوسع لعدد تحويلات أكبر أو التوسع لعدد كبير من المستخدمين في الثانية الواحدة.

وعليه يعمل فريق الاثريوم حاليا على التحضير للانتقال من بروتوكول التعدين(PoW) إلى بروتوكول الــ(PoS) لحل معضلة القابلية للتوسع، ولو كان ذلك سيكون على حساب الآمان، فبروتوكول (PoW) يتميز بالآمان العالي اذا ما قورن بالــ(PoS).

محطات تاريخية مهمة في تاريخ الاثريوم:

مر الاثريوم بعدة محطات تاريخية ليصبح على ما عليه اليوم، وسنحاول سرد هاته الوقائع في ما يلي:

  • 2013: وبالضبط في 27 نوفمبر قام فيتاليك بوترين بنشر الورقة البيضاء لمشروع الإثريوم.
  • 2014: وبالضبط في اول أفريل، قام جافين وود بتحرير ما يعرف بالورقة الصفراء والتي خصصت للشرح التقني والتعريف ببروتوكول الإثريوم.

وفي نفس السنة تم إجراء البيع الأولي للعملة، حيث انطلقت فترة البيع يوم22  جويلية 2014 ودامت 42 يوما.

  • 2015: وبالضبط في 30 جويلية، شبكة الاثريوم تنطلق بشكل رسمي ولكن ليس بكل قوتها بعد نجاح التجارب (Frontier)، وتم اعطاء الضوء الأخضر للمعدنين لبدأ عمليات التعدين، وكذلك إخطار المنضمين الأوائل للمشروع بذلك.

وفي 7 سبتمبر من نفس السنة تم عمل هارد فورك اطلق عليه (Frontier thawing) عند البلوك رقم 200000، وجاء لرفع الاعدادات الاحترازية لتصبح الشبكة تعمل بشكل كامل ودون قيود.

  • 2016 : وبالضبط في 14  مارس تم عمل هارد فورك تحت مسمى (Homestead) وهو بمثابة تحضير للتحديثات القادمة في المستقبل، إذ تم إجراء تعديلات على البروتوكول والشبكة لتصبح لديهما القابلية على تلقي التحديثات في ما يأتي من الزمن.

وفي 20 جويلية من نفس السنة تم اللجوء إلى عمل هارد فورك أخر سمي بانقسام الداو(DAO fork) وجاء كرد فعل على الاختراق الذي حصل لشبكة الاثريوم والذي نتج عنه سرقة 3,6  مليون عملة اثريوم، وتم من خلال هذا التحديث نقل العملات من العقد المصاب بالثغرة إلى العقد الجديد والسماح فقط بخاصية السحب، وبالتالي اصبح فيه عملة ثانية اسمها (DAO) وتعرف اليوم بالاثريوم كلاسيك.

وفي نفس السنة تم إجراء تحديثين أخرين للشبكة وكليهما يخصان تقوية الشبكة ضد هجمات الدوس وذلك بعد تعرض الشبكة لهجمات دوس بهدف تعطيل الشبكة ويرجح أن الأشخاص المتسببين في هجوم الداو هم نفسهم الذين قادوا هجمات الدوس.

  • 2017: وبالضبط في 16 اكتوبر، تم إجراء تحديث بيزنطة والتي تم من خلاله تخفيض مكافأة التعدين  من 5 اثريوم إلى 3 اثريوم عن كل بلوك يتم تعدينه، وكذلك تم إضافة بعض طرق التشفير للسماح بقابلية التوسع من المستوى الثاني(Layer 2).
  • 2019: وبالضبط في 28 فيفري، تم إجراء تحديث القسطنطينية والذي يهدف من خلاله إلى التأكد من ان الشبكة لم تتعطل او تتجمد قبل اقحام بروتوكول(PoS).

وفي 8 ديسمبر من نفس السنة تم اجراء تحديث اسطنبول وتضمن تحسينات في ما يخص قابلية التوسع (Layer 2 Scaling)وكذلك تفعيل خاصية التداخل بين كل من الاثريوم وعملة الــ(Zcash)، وكذلك العقود الذكية أصبح بإمكانها إبتكار خصائص ومهام أخرى.

  • 2020: شهدت هاته السنة ثلاث تحديثات، وقد تضمنت هاته التحديثات تحسينات واضافات على الشبكة مثل اضافة العقد الذكي الخاص بالستايكنغ وهو يندرج ضمن مشروع الــETH 2.0 المنتظر، وفي 1 ديسمبر 2020 تم انتاج اول بلوك على الشبكة الجديدة (Beacon chain)  والذي يعد اولى الخطوات لتحقيق رؤية الــ(ETH 2.0).
  • 2021: تم إجراء تحديثين في هاته السنة وهناك تحديث أخر قادم ولكن لم يعلن ميعاده بشكل دقيق، اما في ما يخص التحديثين اللذين تم إجراؤهما فكانا كل من تحديث برلين ولندن، فتحديث برلين جاء بتحسينات تخص رسوم الاستخدام على الشبكة وكذلك اضافة انواع اخرى من التحويلات. وجاء تحديث لندن بتحسينات منتظرة اهمها ميكانيزم الحرق الذي يتم من خلاله حرق نسبة معينة من الرسوم عند التحويل او الاستخدام وذلك من أجل كبح الارتفاع المتزايد للمعروض من العملة، وكذلك تحديثات تخص جانب التعدين وذلك من اجل كبح جماح جشع المعدنين والتقليل من ارتفاع رسوم التحويل والاستخدام وقت الذروة.

التحليل الاساسي لمشروع الاثريوم:

يعتبر الاثريوم من المشاريع القوية في سوق العملات الرقمية بفضل توفر مجموعة من العوامل يمكن ذكرها في ما يلي:

نقاط القوة في مشروع الإثريوم:

  • تعتبر الآلة الافتراضية للاثريوم(EVM) نقطة القوة الابرز في مشروع الاثريوم لكونها مفتوحة المصدر وتمتلك قابلية التعديل عليها في كل مرة دعت الضرورة لذلك وذلك دون الاضطرار إلى انشاء عملة أخرى أو ما شابه، فاللغة التي برمجت بها الشبكة لغة مرنة ومزيج من عديد اللغات تجعل من الاثريوم يتلائم ويتعايش ويتطور يوم بعد يوم، فالاثريوم في سنة 2015 ليس نفسه الاثريوم الذي نستخدمه اليوم. ولك أن تخمن ماذا يمكن أن يصبح الاثريوم في المستقبل، فالفريق الاولي للاثريوم أمضى معظم وقته في ابتكار اللغة وبناء الاساسات المتينة للمشروع قبل اطلاقه في المنصات.
  • فريق الاثريوم منذ نشأته إلى حد اليوم يتغير باستمرار فرغم رحيل بعض الادمغة الرئيسية مثل جافين وود وتشارلز هوسكنسون الا أن مشروع الاثريوم لم يتوقف وبقي دوما يبحث عن الحلول للمشاكل التي تصادفه والدليل على ذلك كثرة التحديثات التي يتم إجراؤها تقريبا كل سنة.
  • وتقنيا يعتبر مشروع الاثريوم مشروعا أصيلا ساهمت في انشائه اقوى الادمغة وهم الثلاثي فيتاليك بوترين وجافين وود وتشارلز هوسكنسون، فالمشروع تم بناؤه من الصفر وبأفكار لم تكن موجودة من قبل وبفضله أصبحت العقود الذكية ممكنة وكذلك التطبيقات اللامركزية وغيرها من المزايا الأخرى، فأغلب المشاريع التي تلعب دور المنافس للاثريوم كلها أخذت افكارها من الاثريوم وانطلقت واشتهرت بفضل حلها لمشاكل الاثريوم، فالتاريخ سيخلد هؤولاء الاشخاص على أنهم نقلو العملات الرقمية إلى مستوى عالي جدا في فترة قصيرة من الزمن.
  • الانتقال من بروتوكول PoW إلى PoS في السنوات القادمة سيجعل من شبكة الاثريوم تتربع على عرش العملات الرقمية، كون أن بروتوكول PoS سيحل واحدة من أهم مشاكل الاثريوم الحالية ألا وهي مشكلة القابلية للتوسع في الاستخدام والتحويلات، فكلما زاد استخدام الشبكة ارتفعت الرسوم بشكل سيء مما يدفع بالمستخدمين إلى تجنب أوقات الذروة لتفادي هاته الرسوم، وعليه فإن حل هاته المشكلة يفتح الطريق للاثريوم للتركيز على مشاكل أخرى وابتكار وظائف ومهام أخرى للعقود الذكية.
  • العقود الذكية الخاصة بالاثريوم قادرة على تجسيد أي فكرة تخطر على البال كونها مبرمجة بلغة تعتبر مزيج من عديد اللغات الأخرى والتي تستخدم المنطق، والمطورون على الاثريوم لا يجدون صعوبة في التعامل مع لغة الاثريوم لأنها ليست لغة جديدة عليهم وهذا ما يساعد على التبني والتطوير السريع ومواكبة التطورات التي من شأنها اغلاق الفجوات بين العالم الحقيقي والافتراضي.

موانع الاستخدام الكامل للاثريوم:

نسرد بعضها في ما يلي:

  • مشكلة تحقيق الثلاثية الصعبة في ظل بروتوكول (PoW): فكما أشرنا سابقا في هذا المقال ان الاثريوم نجح في تحقيق اللامركزية منذ نشأته ونجح في تعزيز الآمان بعدد كبير من التحديثات كان أولها التحديث الذي جاء بعد انقسام الداو، ولكنه فشل في تحقيق القابلية للتوسع أكثر فأكثر كلما زاد استخدام الشبكة وذلك سببه أن المعدنين يفضلون تعدين البلوكات التي تدفع أكثر وعليه اصبحت التحويلات تأخذ وقتا أطول من اللازم، كما أن الرسوم اصبحت ترتفع بشكل كبير خصوصا في وقت الذروة.
  • رحيل عديد الادمغة من فريق الاثريوم وعلى رأسهم جافين وود الذي يعتبر الحجر الاساس في مشروع الاثريوم فهو الذي برمج الألة الافتراضية للاثريوم لتعمل دون أخطاء أو مشاكل، فلا شك أن الاثريوم فقد عضوا مميزا من أعضائه المؤسسين ولوكان جافين وود لا يزال يعمل مع فريق الاثريوم اليوم لكانت كل المشاكل قد تم تجاوزها، إلا أن هذا لم يحدث فجافين وود قام بتأسيس عملته الخاصة والتي تسمى بالبولكادوت(Polkadot) ليكون بذلك احد اكبر المنافسين للاثريوم.

مستقبل الإثريوم:

يعتبر مستقبل مشروع الاثريوم واعدًا جدا، فمن المتوقع أن يتجاوز فريق العملة كل الصعوبات أهمها العبور من بروتوكول التعدين (PoW) إلى بروتوكول الستايكنغ (PoS) وبذلك يطوي صفحة سنوات من التطوير والتجريب، وكذلك سيحل معضلة القابلية للتوسع في الشبكة من دون ارتفاع الرسوم، وعليه فإن الاثريوم مقبل على انفجارات حقيقية على جميع الاصعدة بالخصوص عندما نتحدث عن السعر.

سعر الاثريوم عند 3000 دولار لحظة كتابة هاته الأسطر وهو لم ينتقل إلى مشروع الاثريوم 2 بعد فما بالك لو يتجسد مشروع الاثريوم 2 حقيقة فلن نشاهد هاته الاسعار مجددًا، خصوصا واننا نتحدث عن اكبر منافس للبتكوين في سوق العملات الرقمية.

الإثريوم مشروع تم تبنيه من طرف المؤسسات والأفراد أكثر من أي عملة أخرى وعليه مستقبلا من المتوقع أن يزيد هذا التبني والاستخدام خصوصا بعد الانتقال إلى بروتوكول PoS.

بالرغم من كل هاته القوة في المشروع إلا أن المخاطرة تظل كبيرة، لأن السوق يخضع لتذبذبات البتكوين فيجب أخذ هذا العامل بالحسبان عند إتخاذ قرار الاستثمار في الاثريوم من عدمه.